ما خلق الله من داء ، إلا وجعل له دواء – هذا من فضل الله على بنى آدم ، ولكن تبقي الأرادة والعزيمة هي حل الفاصل للتخلص من أي داء وخاصة الإدما بصوره وأشكاله المختلفة .. وهذا ما سنتحدث عنه سوياً في السطور التالية ، ولكن قبل التطرق الى خطوات العلاج من الإدمان ، علينا أولاً أن نتحدث عن كيفية التعامل مع متعاطي هذا النوع من المخدرات.
كيفيه التعامل مع متعاطي حبوب الكبتاجون وإقناعه بالعلاج
أولاً : يجب إختيار التوقيت المناسب للحديث مع المريض عن أهمية العلاج ، ومدي ضرورة هذه الخطوة في حياته ، ولكن يجب ألا تتم هذه الخطوة وهو تحت تأثير المخدر أو في حالة نفسية غير مستقر كشعوره بالعصبية أو الضيق والتوتر.
ثانياً : يجب مصارحة المريض بحالتة ، وما هو عليه من أعراض وتصرفات سلبية ناتجة عن تعاطي هذا النوع من المخدرات
ثالثاً : في حال إن باءت هذه المجهودات بالفشل ، علينا أن نستعين بأحد الاشخاص الذي يمكن أن ينجح في الضغط علي المريض كأحد الأقارب أو الأصدقاء الذين يملكون القدرة علي التأثير عليه وإقناعه.
رابعاً : استعداد المريض للعلاج أو اعترافة بمشكلته أمراً جيداً ، ولكن هذا لا يمنع إتخاذ أساليب الحيطة والحذر ومراقبته بطرق غير مباشرة واتخاذ كافة السبل التي يمكن أن تقي المريض من الوقوع في شر الكبتاجون مرة أخرى
مراحل وخطوات العلاج :
عند اتخاذ قرار العلاج ، علينا أولاً أن نقوم بالتمهيد لذلك من خلال مجموعة من الخطوات والتي تتلخص في :
أولاً : المرحلة التمهيدية للعلاج :
وتتمثل في عدة عوامل وهما :
- كما أن مرحلة الإدمان استغرقت بعض الوقت ، فبأكيد العلاج يحتاج إلى ذلك بجانب الإصرار والعزيمة القوية
- ينصح أن يتم العلاج تحت إشراف طبي متكامل
- الدعم العاطفي من الأسرة أو الأصدقاء المقربين ، أحد أهم خطوات العلاج
- تحديد أحد المصحات التي يتم بها العلاج ، ومقابلة الطبيب المعالج لمعرفة الخطة العلاجية وما تتطلبه كل مرحلة
ثانياً : المراحل الفعلية للعلاج
وتتمثل في 4 خطوات وهم :
ا- مرحلة الإنسحاب :
وتتضمن هذه المرحلة سحب المادة المخدرة من الجسم ، والتعامل الصحيح مع الأعراض الإنسحابية له من خلال الأدوية والعلاجات الطبية والعمل علي تخفيفها قدر المستطاع ، وغالباً ما تستغرق هذه المدة ما بين 10 أيام الي أسبوعين ، وتعد هذه الخطوة من أصعب خطوات العلاج ، لذلك ينصح أن تتم داخل إحدى المصحات المتخصصة في علاج الإدمان
2- مرحلة العلاج السلوكي والنفسي
ويتم خلال هذه المرحلة إكتساب المريض بعض المهارات التي تساعده في التعامل مع الإدمان وكيفية العودة مرة آخرى الى حياته الطبيعية والتعامل مع مشكلات الحياة دون العودة الى المخدر مرة آخرى.
وعادة ما يتم ذلك من خلال جلسات العلاج الجماعية أو الفردية ، حيث تساعد هذه الجلسات كثيراً في أكتشاف أي اضطرابات نفسية ناتجة عن الإدمان ، والتعامل معها بشكل فعال وجذري
3- مرحلة العلاج الدوائي :
ويتم خلال هذه الخطوة استخدام بعض العقاقير والأدوية التي تدعم عملية الإقلاع عن المخدرات ، لابد ان يتم إستخدامها تحت غشراف طبي
ثالثاً : مرحلة ما بعد العلاج :
تعد هذه المرحلة من أهم المراحل في حياة المتعافي والتي تحتاج الى عناية خاصة ، فمن خلالها يستطيع ان تواجه الحياة الواقعية مرة آخرى
وتتمثل هذه المرحلة في عدة خطوات من بينها
1- الدعم النفسي المستمر :
حيث تعد هذه الخطوة هي الحائط السد الذي يستند عليه المتعافي ويمنعه من حدوث أى إنتكاسات ، وهذا الدعم يأتي في عدة صور كالدعم الأسري والدعم العائلي من خلال الأشخاص المقربين ، هذا بالإضافة الى الدعم النفسي المبني علي أسس عملية وفقاً لحالة المتعافي من قبل الطبيب المعالج
2- مرحلة العلاج النفسي :
أحياناً ينتج عن الأدمان بعض الأمراض او الإضطرابات النفسية مثل الأكتئاب أو حدوث بعض الهلاوس السمعية والبصرية ، مما يتطلب وضع خطة من جانب الطبيب المعالج لعلاج هذه الإضطرابات بعد تخطي مراحل علاج الإدمان
3- العلاج العضوي :
أحياناً ينتج عن الإدمان بعض الأمراض العضوية كالفيروسات الكبدية أو الإضطرابات الهضمية أو الإيدز ، مما يتطلب إتخاذ بعض الإجراءات العلاجية
رابعاً : مرحلة العلاج بالمنزل :
يبقي بعض الإرشادات المنزلية الضرورية لحماية المتعافي من أى أخطار كما انها تساعد كثير المتعافي في تخطي هذه المرحلة الصعبة في العلاج
وهذه الإرشادات هي :
1- التخلص من أي نوع مخدر كان يحتفظ به المتعافي في المنزل
2- محاولة توفير الأجواء النفسية الهادئة للمتعافي
3- توعية كافة أفراد الأسرة بالدور الذي يمكن من خلاله مساعدة المتعافي والتي تتمثل في دعمه في كافة مراحل العلاج
4- تجنب تماماً الأحتكاك بأصدقاء السوء الذين كانوا يرافقونه في تعاطي المخدرات
5- الأهتمام بمواعيد تناول الأدوية ومواعيد زيارة الطبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق